
حذَّرت منظمات إنسانية من تصاعد العنف في مخيم سوداني يعاني المجاعة قرب مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور المحاصرة، مع استمرار الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأُعلن رسميًّا في أغسطس/ آب الماضي أن مخيم زمزم الذي تقول الأمم المتحدة إنه يستضيف أكثر من 500 ألف شخص، يعاني المجاعة، وقالت منظمة «أطباء بلا حدود» غير الحكومية، الخميس، إن جرحى مدنيين يصلون إلى مستشفاها في المخيم منذ الثلاثاء، لكن الموظفين غير قادرين على علاجهم بسبب نقص القدرات الجراحية.
وأوضحت منسقة مشروع «أطباء بلا حدود» في شمال دارفور، ماريون رامستين، لوكالة فرانس برس: «بإمكاننا فقط أن نعمل على استقرار حالتهم». وأصبح الوصول إلى أقرب مستشفى مجهز بالكامل، وهو المستشفى السعودي في الفاشر، شبه مستحيل بسبب القتال العنيف، وفق منظمة «أطباء بلا حدود».
منذ إبريل/ نيسان 2023، يشهد السودان نزاعًا دمويًّا بين الجيش، بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو. وفي الأسابيع الأخيرة، كثفت قوات الدعم السريع هجماتها على مدينة الفاشر، التي تحاصرها منذ مايو/ أيار الماضي، وهي آخر مدينة في إقليم دارفور (غرب) لا تزال تحت سيطرة الجيش.
وقصفت قوات الدعم السريع مخيمات النازحين التي تعاني المجاعة، واشتـبكت مع فصائل مسلحة متحالفة مع الجيش. وأفادت منظمة «أطباء بلا حدود»، الأربعاء، بوقوع اشتباكات عنيفة بين مقاتلي قوات الدعم السريع وقوات مشتركة موالية للجيش داخل زمزم، محذَّرة من أن «مئات الآلاف من الأشخاص» معرضون للخطر.
وفي اليوم نفسه، استقبل مستشفى المنظمة في المخيم 17 جريحًا، بعد استقباله 23 جريحًا الثلاثاء، وقالت «أطباء بلا حدود» في بيان إن سبعة أشخاص على الأقل تُوفوا لدى وصولهم. بدورها، حذَّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، الأربعاء، من تفاقم الأزمة في زمزم، قائلة إن «مئات الآلاف من الأطفال معرضون للخطر» مع تصاعد القتال.
في الأثناء، أدانت الحكومة السودانية هجمات قوات الدعم السريع على مخيمات النازحين في دارفور، ومن بينها زمزم. ويوجد في ولاية شمال دارفور وحدها 1.7 مليون نازح، ويواجه مليونا شخص انعدامًا شديدًا في الأمن الغذائي، وفق الأمم المتحدة.
أواخر العام الماضي، امتدت المجاعة إلى مخيمين آخرين للنازحين في الفاشر، هما أبو شوك والسلام، ومن المتوقع أن تنتشر في خمس مناطق أخرى بحلول مايو/ أيار.
أفاد مراسل الغد في السودان بأن اشتباكات عنيفة اندلعت صباح اليوم الخميس بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة محاور بالخرطوم.وسمع دوي انفجارات قوية جراء استخدام الجيش الأسلحة الثقيلة والطيران المسير في مناطق الحاج يوسف بشرق النيل ووسط الخرطوم بالتزامن مع تصاعد أعمدة الدخان.
وبدأت قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على وقع هجمات الجيش واسعة النطاق على مناطق الولاية، في اجتياح قرى شمال النيل الأبيض الخالية من المظاهر العسكرية.
المصدر
أ ف ب